في أجواء ميلادية عابقة بالفرح والبهجة، وفي رسالة تأكيد وتجسيد لمعاني العيش المشترك والتلاقي بين أبناء صيدا والجوار ومنطقتها مسلمين ومسيحيين، إفتتحت مساء اليوم في مدينة صيدا "قرية صيدا الميلادية" ، والتي تقيمها بلدية صيدا واساقفة المدينة من تنظيم Street Festival ، وتمتد على مدى 5 أيام من 18-22 كانون الأول الجاري، وذلك في باحة كنيسة مار نقولا للروم الكاثوليك الكائنة في وسط سوق صيدا التجاري، كما تمت إضاءة الشجرة الميلادية بحضور جمع كبير من الفاعليات والشخصيات الروحية والزمنية وحشد من المواطنين من صيدا والجوار ومناطق مختلفة.
وقد إستقبل حضور الحفل رئيس إتحاد بلديات صيدا – الزهراني رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي، ونائب رئيس بلدية صيدا الدكتور أحمد عكرة وأعضاء المجلس البلدي ، وأعضاء لجنة تنظيم فعاليات صيدا السياحية .
تقدم الحضور وزيرة البيئة د. تمارا الزين ، راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد، وراعي أبرشية صيدا للموارنه المطران مارون العمار وراعي ابرشية صيدا وصور وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران الياس الكفوري ، والنواب الدكتور اسامه سعد والدكتور ميشال موسى ود. غادة أيوب، والنائب د. عبدالرحمن البزري ممثلا بالسيد كامل شريتح، ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة معالي السيدة بهية الحريري، والوزير السابق هيكتور حجار، والنائبان السابقان د. سليم خوري وامل ابو زيد ، وعدد من رؤساء البلديات في إتحاد صيدا الزهراني ، ومخاتير وحشد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية والدينية والامنية والعسكرية والاقتصادية والتربوية وجمعيات اهلية ، وممثلون عن الرعاة والداعمين ..
الإفتتاح
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيب من رئيس لجنة البيئة في مجلس بلدية صيدا الأستاذ يوسف طعمة الذي قال: في هذا المساء المميّز، نلتقي في هذا الصرح الذي يعبق بالمحبّة، حيث تتحوّل هذه المساحة إلى قرية ميلادية تجمع العائلة الصيداوية على روح التلاقي والألفة، وتعيد للعيد معناه الإنساني الجامع.
وأضاف: إنها ليست مجرد شجرة، بل رسالة هوية وانتماء، وربطًا جميلًا بين العيد وتاريخ المدينة، حيث نرى القلعة تحتضن الشجرة كما يحتضن أبناء صيدا بعضهم البعض، يدًا واحدة وقلبًا واحدًا في كل مناسبة.
وختم متوجها بالشكر لبلدية صيدا ولرئيسها ومجلسها البلدي ولمطارنة صيدا على رعايتهم وللداعمين والرعاة ولكل من ساهم في انجاح واطلاق فعاليات القرية الميلادية.
حجازي
من جهته قال رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي: يسعدني ويشرفني باسم بلدية صيدا ومجلسها البلدي أن أرحب بكم جميعا في هذا اللقاء الميلادي الجميل، في افتتاح قرية صيدا الميلادية وإضاءة شجرة الميلاد في هذا المكان الذي يجمع بين التاريخ والإيمان والحياة اليومية لأهل المدينة.
إن الميلاد هو رسالة أمل، ومحبة، وتجدد، وهو مناسبة نتوقف فيها لنستعيد القيم التي تجمعنا كأبناء مدينة واحدة، مهما تنوعت خلفياتنا قيم التضامن والعطاء، والفرح المشترك.
صيدا، هذه المدينة التى تمتد جذورها لأكثر من ستة آلاف عام عرفت دائما كيف تكون مساحة لقاء ومدينة تعايش، وفسحة أمل، واليوم ونحن نضيء شجرة الميلاد، نضييء معها إيماننا بأن الفرح حق لأهل هذه المدينة، وبأن الحياة أقوى من كل التحديات.
ويكتسب هذا اللقاء معنى إضافيا هذا العام، بعدما حازت صيدا شرف اختيارها عاصمة متوسطية للثقافة والحوار العام
2027، وهو اعتراف دولي بهوية هذه المدينة المنفتحة بتاريخها، وبقدرتها الدائمة على أن تكون جسرا للتواصل بين الثقافات ومكانا للحوار والعيش المشترك
إن هذه القرية الميلادية ليست مجرد نشاط احتفالي بل مساحة جامعة للعائلات والأطفال وشباب صيدا، وفرصة لدعم الحركة الاقتصادية في السوق التجاري، وتعزيز صورة صيدا كمدينة حية نابضة بالثقافة، والفرح، والحياة.
أتوجه بالشكر لكل من ساهم في تنظيم هذا الحدث من فرق عمل، وجمعيات وشركاء ومتطوعين، ولكل من آمن بأن صيدا تستحق أن نفرح فيها ومعها.
في الختام، أتمنى أن تكون هذه الأمسية بداية لأيام ميلادية مليئة بالسلام والرجاء، وأن يحمل العام الجديد الخير والاستقرار لصيدا، وللبنان، ولكم جميعا.
ميلاد مجید، وأهلاً وسهلاً بكم في صيدا.
المطران الحداد
ثم القى المطران الحداد كلمة جاء فيها:
أهلا وسهلا بكم في رحاب الميلاد. من هنا من مطرانية صيدا ومن باحة مار نقولا وبرعاية أساقفة صيدا وبلديتها رئيساً وأعضاء نرحب بكم يا أحبة في القرية الميلادية الأولى في صيدا. علّ هذا الحدث يرخي بظله سلاماً ميلادياً على صيدا وربوع الجنوب وكل لبنان.
بالأمس كانت القرية الرمضانية حيث احتفلنا كلنا كعائلة صيداوية واحدة. واليوم بميلاد المسيح نحن موحدون بالعيد والبهجة. وما أجمل أن تصبح حياتنا عيداً بالتلاقي والفرح معاً ...
أشكر بلدية ممثلة بالرئيس مصطفى حجازي ولجنة النشاطات، ومعدي هذا البرنامج شركة Street Festival ، على أتعابهم الجلى في سبيل إنعاش أعيادنا. وكاهني الرعية الأبوين جهاد فرنسيس ووسام واكيم. ستبقى هذه المناسبة عيداً في القلوب والذكرى والتعايش.
وعليه أدعو أبناءنا في صيدا ورعايا الأبرشية لزيارة هذه القرية والمشاركة بنشاطاتها المتنوعة لاسيما مع أطفالنا لتدخل البهجة عيالنا
اشكر البلدية على تزيين محطات عديدة في المدينة مثبتين ان صيدا هي فعلا مدينة الثقافة والحوار
أفكر بعائلاتنا الجنوبية التي لم تعد إلى بيوتها وإلى كل مريض ومشرد ونشركهم بصلواتنا وأدعيتنا في هذا العيد المبارك علّ إلهنا يعطينا سلامه لا كما يعطيه العالم بل كما يريده هو.
مكرراً شكري وامتناني أرفع الدعاء إلى الله أن يبارك افتتاح أعمالنا واحتفالاتنا لهذه المواسم المباركة متمنياً الخير للجميع.
جوقة
ثم قدمت جوقة مدرسة الفنون الإنجيلية الوطنية للبنات والبنين في صيدا ترانيم ميلادية، فيما قدمت المعلمة بيترا منصور والطالبة سهاد جرادي أغنيات ميلادية من وحي المناسبة.
إضاءة الشجرة الميلادية
بعد ذلك توجه الحضور لافتتاح فعاليات "قرية صيدا الميلاديه" بإضاءة الشجرة الميلادية وسط تصفيق الحضور ، حيث اطلقت الأسهم النارية التي اضاءت سماء المدينة بالمناسبة .
ثم كانت جولة على الأجنحة المشاركة في القرية الميلادية، التي تتضمن سوقا غنيا بالأطعمة والحلويات، وأعمال فنية وحرفية وأشغال يدوية ، وأنشطة وعروض للأطفال في أجواء مميزة.

